روما- نددت الفيدرالية الدولية للحقوق والتنمية (إفرد) اليوم الأربعاء بصدور أحكام مغلظة بالسجن لعشرات السنين بحق معتقلي “حراك الريف” في المغرب.
وقالت الفدرالية الدولية التي تتخذ من روما مقرا لها في بيان صحفي، إن الأحكام الصادرة تعسفية وتمثل انتهاكا لحقوق الإنسان كونها تقييد لحرية الرأي والتعبير وعقاب مفرط على تظاهرات سلمية.
واعتبرت أن تظاهرات منطقة الريف في المغرب وهي الاحتجاجات الأطول التي شهدتها شوارع البلاد منذ الربيع العربي عام 2011، وممارسات السلطات الرسمية بحق القائمين عليها أظهرت أن تسامح المغرب مع حرية التعبير وحق التجمع السلمي محدود جدا.
وأشارت إلى أن السلطات اعتقلت مستخدمة العنف قادة مظاهرات الريف في مايو/أيار 2017 ومنعت مسيرة كبرى أُعلن أنها ستُجرى في يوليو/تموز، ومنذ ذلك الحين سجنت الحكومة صحافيين وغيرهم بتهمة المشاركة في مظاهرات تعتبرها “غير قانونية” أو دعمها.
وشددت الفيدرالية الدولية للحقوق والتنمية (إفرد) على وجوب السلطات المغربة التزاماتها في المواثيق والاتفاقيات الدولية بشأن ضمان حرية التجمع السلمي وحرية التعبير عن الرأي وليس استخدام القضاء لقمع نشطاء حقوق الإنسان والمعارضين.
وطالبت الفيدرالية الدولية السلطات المغربية بإطلاق سراح جميع متظاهري الريف المعتقلين أو المُدانين بسبب التجمع أو التعبير السلمي، في إشارة إلى الناشط ناصر الزفزافي وعشرات النشطاء الآخرين، إذا ما أراد المغرب أن ينأى بنفسه عن الاتجاه العام في المنطقة حيث يتراجع احترام الحقوق”.
وكانت أصدرت محكمة الجنايات بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء المغربية أحكاما بعشرات السنين في حق معتقلي “حراك الريف”، وعلى رأسهم ناصر الزفزافي زعيم الاحتجاجات التي شهدتها مدينة الحسيمة قبل أشهر، والذي جاء الحكم في حقه بعشرين سنة نافذة.
وبعد مرور زهاء سنة من بداية اعتقال نشطاء الريف، جاء الحكم ء ليضع حدا لنهاية مسار ماراثوني لهذا الملف الذي جلب اهتمام الكثير من السياسيين والحقوقيين، حيث تراوحت الأحكام بين عشرين عاما وسنة واحدة نافذة.
وهكذا قضت محكمة الدار البيضاء بالسجن عشرين عاما على الزفزافي “أيقونة حراك الريف”، وبنفس المدة تم الحكم على ثلاثة من رفاقه هم نبيل أحمجيق، وسمير أغيد، ومحمد البوستاتي.
وحكمت المحكمة أيضا على 3 معتقلين آخرين بـ15 عاما سجنا، بينما قضت على الناشط المعروف محمد جلول بـ10 سنين نافذة، باعتبار أن المحكمة رأت أنه متورط في تهم تتعلق بالمس بالأمن الداخلي للدولة.
وأدين 8 معتقلين آخرين من بينهم الناشط المعروف ربيع الأبلق الذي يخوض إضرابا عن الطعام احتجاجا على ظروف اعتقاله في السجن، 5 سنوات، وعلى 5 معتقلين بـ3 سنوات.