روما- نددت الفيدرالية الدولية للحقوق والتنمية (إفرد) اليوم السبت بشن السلطات السعودية حملة اعتقالات واسعة شملت شخصيات بينهم ناشطون وناشطات في مجال حقوق الإنسان، بما في ذلك ممارسة ابتزاز النشطاء عبر اعتقال أهاليهم للضغط عليهم.
وشجبت الفدرالية الدولية التي تتخذ من روما مقرا لها في بيان صحفي، تصعيد السلطات السعودية حملاتها لقمع المعارضين والمدافعين عن حقوق الإنسان وعدم التزامها بأبسط المواثيق والقوانين الدولية في هذا المجال.
وبحسب رصد الفيدرالية الدولية فإن من بين المعتقلين الدكتور محمد الربيعة، والدكتور إبراهيم المديميغ، والناشطات لجين الهذلول، وعزيزة اليوسف، وإيمان النفجان، فضلا عن نورة فقيه شقيقة المعتقل منصور فقيه.
كما أن من بين المعتقلين الناشط عبد العزيز محمد المشعل فيما أكد جهاز أمن الدولة السعودي “القبض على سبعة أشخاص بعد رصد نشاط منظم للتجاوز على الثوابت الدينية والوطنية”.
وادعى جهاز أمن الدولة أن “الأشخاص السبعة تواصلوا مع جهات خارجية مشبوهة بهدف دعم أنشطتهم، وتجنيد أشخاص يعملون بمواقع حكومية حساسة للنيل من أمن الوطن”.
وشجبت الفيدرالية الدولية الاتهامات المعلنة من السلطات السعودية للمعتقلين، مؤكدة أنها تمثل إجراءات قمعية وتعسفية تستهدف في المقام الأول حقوق الإنسان وتمكين النساء وتشكك بأي برامج إصلاح تعلنا الرياض.
وأشارت إلى أن السلطات السعودية دأبت على اعتقال المعارضين والمعترضين. فمنذ عام 2011 صدرت أحكام قضائية في حق ثلاثين ناشطا بارزا وصلت أحيانا إلى 15 سنة سجنا.
وكانت السلطات السعودية اعتقلت في سبتمبر/أيلول الماضي نحو 76 من العلماء والمفكرين والأكاديميين والقضاة البارزين. وأوردت مصادر حقوقية أن الشخصيات المعتقلة معروفة بدعم القضية الفلسطينية ومناهضة التطبيع، وقد جرت عمليات الاعتقال بعد مداهمات لمنازلهم.
كما نددت الفيدرالية الدولية بممارسات السلطات السعودية الابتزاز بحق الناشطين بما في ذلك مواصلة احتجاز والدة وشقية الناشط السعودي المقيم في بريطانيا عبد الله الغامدي لأكثر من خمسين يوما دون السماح لذويهما بالتواصل معهما.
وكان الغامدي قد ذكر في مارس/آذار الماضي أن جهاز أمن الدولة السعودي اعتقل والدته المريضة التي تجاوز عمرها ستين عاما وشقيقه الأصغر في مدينة جدة من أجل ابتزازه والضغط عليه شخصيا، حسب قوله.
وأفاد الغامدي بأن الاعتقال تم إثر إرساله نقودا لوالدته التي كانت في جدة، حيث اعتقلتها الشرطة هناك هي وشقيقه الأصغر. وذكر أيضا أنه في نفس اللحظة كانت أجهزة الأمن تداهم بيتهم في الدمام شرق المملكة حيث اعتقلوا شقيقه الثاني أثناء المداهمة.
وكان الغامدي قد علق بصفحته في تويتر على اعتقال والدته وشقيقيه قائلا إنه تم بتكليف من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان “لابتزازي وللضغط علي شخصيا”.
وأكدت الفيدرالية الدولية للحقوق والتنمية (إفرد) أن حملة الاعتقالات الجديدة للسلطات السعودية تؤكد واقع الحريات العامة المزرى في المملكة وما تشهده من أشكال متعددة تستهدف قمع الأصوات المعارضة بما يمثل تقييدا للحريات العامة والحق في الرأي والتعبير وما يتعرض لها أصحاب الرأي والمعارضين من قمع وترهيب.
وطالبت الفيدرالية الدولية بتدخل فوري وعاجل من المنظمات الدولية ذات الصلة بحقوق الإنسان وفريق الأمم المتحدة المعني بالاختفاء القسري لوقف حملات الاعتقال التعسفية في السعودية والضغط على سلطات المملكة لوقف انتهاكات للحريات العامة وحقوق الإنسان، مؤكدا أن غياب المسائلة الدولية يمثل حافزا للرياض للتغول في انتهاكاتها.