وجهت الفدرالية الدولية للحقوق والتنمية (إفرد) خطابا إلى المفوضية الأوروبية تطلب فيه التدخل العاجل لحماية معتقلي الرأي والمعارضين في سجون البحرين واتخاذ إجراءات ملموسة على هذا الصعيد.
وحثت الفدرالية الدولية في خطابها المفوضية الأوروبية على استخدام ما لديها من نفوذ وعلاقات مع الحكومة البحرينية في إلزامها باحترام حقوق الإنسان ووقف الانتهاكات الممنهجة في سجون البلاد.
وعبرت الفدرالية الدولية عن قلقها البالغ من تدهور صحة معتقل الرأي المعارض في سجون البحرين عبد الجليل السنكيس المضرب عن الطعام منذ 8 يوليو/تموز 2021 احتجاجًا على استمرار سوء المعاملة وظروف احتجازه ومصادرة بحثه في شهر نيسان/أبريل الماضي والذي عمل عليه لأربع سنوات.
وأشارت إلى أنها تلقت تقارير تفيد بأن السنكيس (59 عاما) خسر نحو 18 كيلو جرام من وزنه ويرقد في المستشفى منذ أسابيع في ظل تدهور على حالته، وسط تعنت السلطات في الاستجابة لمطالبه.
والسنكيس مهندس ومدون وناشط في مجال حقوق الإنسان بحريني. كان ألقي القبض عليه في عام 2009 وعام 2010 لنشاطاته في مجال حقوق الإنسان وأفرج عنه في وقت لاحق.
وفي عام 2011 ألقي القبض عليه مجددا وحكم عليه بالسجن مدى الحياة لدعوته لإسقاط نظام الحكم الملكي خلال احتجاجات شعبية بحرينية شهدها العام المذكور وتم قمعها من السلطات الحاكمة.
وأبرزت الفدرالية الدولية تجاهل السلطات البحرينية المطالب الحقوقية بشأن إجراء تحقيق مستقل حول الإهمال الطبي الذي أدى إلى وفاة السجين حسن عبد النبي منصور في البحرين الشهر الماضي.
وتوفي السجين البحريني البالغ من العمر 35 عامًا بشكل مأساوي في مجمع السلمانية الطبي في 25 يوليو 2021 بعد مضاعفات فقر الدم المنجلي، وسط تقارير عن الإهمال الطبي من قبل السلطات في مركز احتجاز الحوض الجاف.
وكان عبد النبي عانى من مرض فقر الدم المنجلي الحاد ولم يتم إعطاؤه الأدوية الموصوفة له خلال فترة سجنه، بما في ذلك أقراص المورفين، لمدة 5 أيام من 14 تموز/يوليو 2021 حتى نقله إلى المستشفى في 19 تموز/يوليو 2021 بحسب ما تم توثيقه من منظمات حقوقية.
واتهمت المنظمات سلطات السجون البحرينية بالتقاعس عن تدهور حالة السجين عبد النبي بإدخاله إلى عيادة السجن في الوقت المناسب، وعلى الرغم من طلبات حسن عبد النبي المتكررة والتي ربما فاقمت حالته الصحية المتدهورة.
وأبرزت الفدرالية الدولية للحقوق والتنمية (إفرد) الأوضاع المزرية في سجون النظام البحريني، التي تضم مئات السجناء السياسيين ومنها التكدس ونقص إجراءات الصحة العامة والافتقار للرعاية الطبية والتقصير في احترام القواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء والمعروفة باسم “قواعد نيلسون مانديلا”.
وقد أدى هذا الواقع إلى وفاة معتقل الرأي حسين بركات في التاسع من حزيران/يونيو الماضي بسبب المضاعفات المشتبه بها لإصابته بفيروس كوفيد-19. وقبل ذلك توفى معتقل الرأي عباس حسن مال الله (50 عاما) في 6 نيسان/أبريل الماضي وسط تقارير متطابقة عن تعرضه لظروف احتجاز غير إنسانية وإهمال طبي.
وبحسب “مركز البحرين لحقوق الإنسان” فإن 50 معتقلا سياسيا توفوا في سجون البحرين منذ عام 2011 وسط شبهات واسعة بتعرضهم للتعذيب والإهمال الطبي.
وحثت الفدرالية الدولية المفوضية الأوروبية على العمل الجدي للإفراج عن جميع معتقلي الرأي والمعارضين في سجون البحرين، وحتى يتم ذلك ضما وجوب تأمين الرعاية الصحية اللازمة والضرورية لهم والسماح لذويهم بالتواصل الدائم معهم للاطمئنان على صحتهم.