2019/254
12/9/2019
روما-أطلقت الفدرالية الدولية للحقوق والتنمية (إفرد) اليوم نداءً دوليا لإنقاذ عشرات آلاف النازحين الليبيين وإنهاء معاناتهم التي تتفاقم جراء استمرار الاشتباكات بين القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا وتلك التابعة للمشير خليفة حفتر منذ نيسان/أبريل الماضي.
وأعربت الفيدرالية الدولية التي تتخذ من روما مقرا لها في بيان صحفي، عن بالغ قلقها من مواجهة النازحين في طرابلس ظروفا إنسانية في غاية الصعوبة بما في ذلك نقص الاحتياجات الإنسانية والمبيت في العراء.
وأشارت إلى أنه مع دخول الهجوم العسكري على طرابلس شهره السادس بلغ عدد النازحين أكثر من 120 ألف ليبي نتيجة أحدث تصعيد للعنف المستمر منذ سنوات في ليبيا.
وذكرت الفيدرالية الدولية أن مئات النازحين اضطروا للإقامة في حدائق عامة كما ينصب بعضهم خياما بجوار ساحل المدينة على البحر المتوسط، فيما انتهى المقام بآخرين في ملاجئ لا تتوفر فيها حتى الاحتياجات الأساسية أو مياه الشرب.
وبدأت ليبيا تشهد انقسامات في 2011، عندما أطاحت انتفاضة مدعومة من حلف شمال الأطلسي بمعمر القذافي بعد أن قضى أكثر من أربعة عقود في السلطة. وهي منقسمة منذ 2014 بين حكومتين متنافستين تتمركز إحداهما في طرابلس والأخرى في الشرق.
وأطلق حفتر هجومه في محاولة للإطاحة بحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا والتي شُكلت عام 2016 بموجب اتفاق سياسي دعمته الأمم المتحدة. ويتلقى حفتر دعما من الإمارات ومصر.
ونبهت الفيدرالية الدولية إلى خطورة تقديرات المفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين بأن عدد النازحين في ليبيا إجمالا يقدر بأكثر من 268 ألف شخصاً، بعضهم فر من القتال بين 2014 و2017 في بنغازي ثاني أكبر مدن ليبيا، التي سيطرت قوات حفتر عليها في نهاية المطاف.
وأبرزت أن الأوضاع صعبة في الملاجئ التي انتشرت في أنحاء طرابلس خاصة النقص الشديد في الإمكانيات الغذائية والطبية حيث طول مدة النزاع تستنزف المخزون الاحتياطي لمنظمات الإغاثة المحلية والدولية.
وأشارت إلى مخاطر استخدام النازحين كدروع بشرية وجعلهم أهدافاً سهلة للانتهاكات ما يتطلب تحركا دوليا فوريا لإجلاء هؤلاء إلى أماكن آمنة وضمان سلامتهم وتوفير احتياجاتهم الإنسانية.
ودعت الفدرالية الدولية للحقوق والتنمية (إفرد) الأمم المتحدة وأطراف المجتمع الدولي إلى تكثيف جهود الإغاثة للنازحين في طرابلس خصوصا وليبيا عموما وعدم تركهم أمام مصير مجهول في ظل ما يكابدونه للبقاء على قيد الحياة.
كما طالبت بضغط دولي فعلي لإنهاء دوامة العنف في ليبيا خصوصا المعركة الدائرة في طرابلس التي يدفعها ثمنها المدنيون، فضلا عن الضغط على الدول والأطراف الإقليمية التي تعدد سببا مباشرا بعرقلة التوصل إلى اتفاق سلام يجنب البلاد المزيد من ويلات الصراع.