2019/253
2/9/2019
روما- طالبت الفدرالية الدولية للحقوق والتنمية (إفرد) بآليات دولية فورية وحازمة لإلزام التحالف العسكري في الحرب على اليمن بقيادة السعودية في تطبيق قواعد الاشتباك المتفق عليها عالميا.
وأكدت الفيدرالية الدولية التي تتخذ من روما مقرا لها في بيان لها، على الحاجة الملحة لتدخل الأمم المتحدة وأطراف المجتمع الدولي في وقف استهتار التحالف السعودي بالمدنيين في حربه على اليمن.
وأشارت إلى أن استهداف التحالف يوم أمس الأحد، على سجن في مدينة ذمار جنوب غرب العاصمة اليمنية صنعاء ما أسفر عن مقتل أكثر من مائة شخص وإصابة العشرات، فيما أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن الموقع المستهدف كان عبارة “عن مبنى فارغ تابع لكلية ويتم استخدامه منذ فترة كمركز احتجاز”.
وبحسب بيان للصليب الأحمر اليوم الاثنين، كان الموقع يضم نحو 170 محتجزًا. ويخضع 40 ناجيًا من هؤلاء المحتجزين للعلاج بعد إصابتهم في الهجوم، “في حين افترض مقتل باقي المحتجزين على الرغم من عدم الإعلان عن أرقام مؤكدة للضحايا حتى الآن”.
واعتبرت الفيدرالية الدولية أن الاستهداف المذكور قد يرتقي إلى جريمة حرب وجريمة ضد الإنسان ويشكل حلقة جديدة في مسلسل طويل من استهداف التحالف السعودي لمنشآت وأعيان مدنية ما أدى إلى سقوط ألاف الضحايا بين المدنيين وغيرهم ممن لا يشاركون في الأعمال العدائية.
ويشهد اليمن منذ 2014 حرباً بين المتمرّدين الحوثيين المقرّبين من إيران، والقوات الموالية لحكومة الرئيس المعترف به، وقد تصاعدت حدّة المعارك في آذار/مارس 2015 مع تدخّل السعودية على رأس تحالف عسكري دعماً للقوات الحكومية.
وأوقعت الحرب حوالي 10 آلاف قتيل وأكثر من 56 ألف جريح منذ 2015 بحسب منظمة الصحة العالمية، غير أن عدداً من المسؤولين في المجال الانساني يعتبرون أن الحصيلة الفعلية أعلى بكثير.
وأبرزت الفيدرالية الدولية ما خلص إليه موقع “بيلينغ كات” الدولي للتحقيقات الصحافية بأن التحالف السعودي تسبب بمقتل مدنيين في أسواق ومجالس عزاء وسجون وغيرها من المواقع، مستندا في ذلك إلى تحقيقات أجراها حيال 20 ضربة منذ 2015.
ومن بين الضربات العشرين، ثمانية وقعت في أسواق، بينها سبع في وضح النهار “حين كانت الأسواق مزدحمة على الأرجح”. واستنادا إلى مصادر عديدة، لم يتمكن الباحثون في “بيلينغ كات” من تحديد “أهداف عسكرية في العديد من الغارات”.
كما أنّ بعض الغارات “قد تشير إلى ضربة مزدوجة، وهي ممارسة تنص على تنفيذ ضربة جوية ثم اخرى تستهدف الأشخاص الذين تجاوبوا مع الضربة الأولى أو تجمعوا في الموقع بعد وقوع الحادث”.
وشددت الفيدرالية الدولية على أن التكلفة البشرية والأثر الإنساني للصراع المستمر في اليمن لا يمكن تبريرهما ويجب على التحالف السعودي وكافة أطراف الصراع تحمل مسئولياتهم الأخلاقية والقانونية لتجنب المزيد من الكارثة للمدنيين وعلى رأس ذلك وقف استهدافهم بأي أعمال عدائية.